في قوله تعالى ( والكتاب المبين ..إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )..الزخرف.
وفِي جَعْلِ المُقْسَمِ بِهِ القُرْآنَ بِوَصْفِ كَوْنِهِ مُبِينًا، وجَعْلِ جَوابِ القَسَمِ أنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ مُبِينًا، تَنْوِيهٌ خاصٌّ بِالقُرْآنِ إذْ جَعَلَ المُقْسَمَ بِهِ هو المُقَسَمَ عَلَيْهِ، وهَذا ضَرْبٌ عَزِيزٌ بَدِيعٌ لِأنَّهُ يُومِئُ إلى أنَّ المُقْسَمَ عَلى شَأْنِهِ بَلَغَ غايَةَ الشَّرَفِ فَإذا أرادَ المُقْسِمُ أنْ يُقْسِمَ عَلى ثُبُوتِ شَرَفٍ لَهُ لَمْ يَجِدْ ما هو أوْلى بِالقَسَمِ بِهِ لِلتَّناسُبِ بَيْنَ القَسَمِ والمُقْسَمِ عَلَيْهِ. وجَعَلَ صاحِبُ الكَشّافِ مِن قَبِيلِهِ قَوْلَ أبِي تَمّامٍ:
؎وثَناياكِ إنَّهَـا إغْـرِيضُ.... ولَآلٍ تُؤْمٌ وبَرْقٌ ومِيضُ
إذْ قَدَّرَ الزَّمَخْشَرِيُّ جُمْلَةَ إنَّها إغْرِيضُ جَوابَ القَسَمِ.
شرح ألفاظ البيت :
ثناياك ..الأسنان الأربعة في مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.
إغريض... : ما ينشقُّ عنه الطَّلعُ من الحبيبات البيض. الإِغْرِيضُ البَرَدُ. الإِغْرِيضُ كلُّ أَبيضَ طريّ. والجمع : أَغاريضُ.
لآل....جمع لؤلؤة
تؤم.....بالهمز جمع تؤام وهو المولود مع غيره في بطن واحد ، وتوم بغير همز جمع تومة وهي اللؤلؤة البيضاء الكبيرة
....... ..............
وهذه أبيات أبوتمام نقلتها لجودتها:
وَثَناياكِ إِنَّها إِغريضُ
وَلِآلٍ تومٌ وَبَرقٌ وَميضُ
وَأَقاحٍ مُنَوَّرٌ في بِطاحٍ هَزَّه
في الصَباحِ رَوضٌ أَريضُ
وَاِرتِكاضِ الكَرى بِعَينَيكِ في
النَومِ فُنوناً وَما لِعَينَي غُموضُ
لَتَكاءَدنَني غِمارٌ مِنَ الأَحداثِ....
لَم أَدرِ أَيَّهُنَّ أَخوضُ
أَتأَرَتنِيَ الأَيّامُ بِالنَظَرِ الشَزرِ
وَكانَت وَطَرفُها لي غَضيضُ