كم تعجبني هذه التوقيعات الرشيقة لابن عاشور رحمه الله كهذا التنبيه على قوله تعالى ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا )
وهَذا الِامْتِنانُ بِنِعْمَةِ الإيجادِ وهو نِعْمَةٌ لِأنَّ المَوْجُودَ شَرَفٌ والمَعْدُومَ لا عِنايَةَ بِهِ.
وأُدْمِجَ فِيهِ الِاسْتِدْلالُ عَلى الإبْداعِ.
...............
ومعنى إدماج الاستدلال في الامتنان ..أن الآية تجمع بين الدلالة على بديع صنع الله تعالى وعظيم النعمة على الإنسان بالإيجاد ( الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ) والمقصد الأول للآية الامتنان وطيها الاستدلال . وما أردت التنبيه إليه هو تعليل الشيخ للإيجاد والخلق بأنه نعمة بقوله الموجود شرف والمعدوم لا عناية به .