‏" أصبحت أميل فقط لصحبة أولئك الذين يسمحون لي أن أكون أنا، بكل ما أحمل من غرابة ، وتعقيد، من يمنحوني مساحات آمنة أكون فيها ذاتي بلا تكلُّف أو مبالغة أو تزييف، من ينصحون برفقٍ إن أخطأت دون أن يعتلوا منصة الحكم على افعالي."

    ‏نظراً إلى الظروف الهائلة التي أمرّ بها والعوائق التي تُلقيها الحياة بإتّجاهي، يحقّ لي بين الحين والآخر الذبول والإنهيار، لكنني وبطريقةٍ ما، لا أفعل.

    يقول أحد دهاة العرب : ما غلبتني إلا جارية ، كانت تحمل طبق مغطى فسألتها : ماذا يوجد في الطبق ؟ فقالت: ولم غطيناه إذا ؟ فأحرجتني !

    لا أقول حكمة اليوم بل حكمة العمر : " أي شيء مستور لا تحاول أن تكشفه" لا تحاول أن تبحث عن الوجه الآخر لأي شخص ، حتى لو كنت متأكد بأنه سيء يكفي انه احترمك و أظهر لك الجانب الأفضل منه ، واجعل من إكتفائك قناعة ، فلكل منا جانب سيء يتحاشاه حتی مع نفسه، والإشتغال بسرائر الناس ، يفتح باب سوء الظن وظلم الخلق.

    العشرة الطويلة لا تصنع الصداقات..

    منذ آلاف السنين والأخشاب ترافق المناشير، والمناجل ترافق السنابل، لم يكن المنشار يوماً صديقاً للأخشاب ولم يكن المنجل يوماً رفيقاً للسنابل، وهكذا بعض الذين تعاشرهم مناجل ومناشير ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب استمرت تصبح كراسي وطاولات..

    إذا أجبرت على عشرتهم ابق سنبلة واصنع الخير لا لأنهم أهله بل لأنك أهله .

    ‏يوماً ما ستقابلين رجلاً وبكُل عفوية سيكتشف كيف تأكلين، كيف تشربين، كيف ترقصين، كيف تكون رائحتك في كل جزء من يومك، كيف تَحُبين الشوكلاته، كيف تكونين صاخبه وقت المرح، وكيف تهدَئين وقت الحزن.

    سيعلم كُل شيء عنكِ ولكن مع كُل هذا اتعلمين سيبقى يُحبك لآخر يوم من حياتَه .

    أمي دائمًا ما تظن أنني لا اتأثر كبقية إخوتي والأقسى قلبًا وأقلهم إحساسًا بها والحقيقة هي عكس ذلك تمامًا، كنت أريد أن أكون كتومً فحسب، ربما لو أدركتِ يا أمي أيامي هذه لكنتِ تدركين أنني أضعفهم جميعًا وأحوجهم للشكوى والاستناد، ولكنني لا اريد أن أكشف عورة حزني ﻷحد مرة اخرى.