@aboahmed-hadi
Life is beautiful
Posts
593
Last update
2023-01-05 14:25:10

    قال تعالى:

    ﴿إنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْناقُهم لَها خاضِعِينَ﴾ .

    ولَيْسَ المُرادُ آياتِ القُرْآنِ وذَلِكَ أنَّهم لَمْ يَقْتَنِعُوا بِآياتِ القُرْآنِ.

    وجَعْلُ تَنْزِيلِ الآيَةِ مِنَ السَّماءِ حِينَئِذٍ أوْضَحُ وأشَدُّ تَخْوِيفًا لِقِلَّةِ العَهْدِ بِأمْثالِها ولِتَوَقُّعِ كُلِّ مَن تَحْتَ السَّماءِ أنْ تُصِيبَهُ. فَإنْ قُلْتَ: لِماذا لَمْ يُرِهِمْ آيَةً كَما أُرِيَ بَنُو إسْرائِيلَ نَتْقَ الجَبَلِ فَوْقَهم كَأنَّهُ ظُلَّةٌ ؟ قُلْتُ: كانَ بَنُو إسْرائِيلَ مُؤْمِنِينَ بِمُوسى وما جاءَ بِهِ فَلَمْ يَكُنْ إظْهارُ الآياتِ لَهم لِإلْجائِهِمْ عَلى الإيمانِ، ولَكِنَّهُ كانَ لِزِيادَةِ تَثْبِيتِهِمْ كَما قالَ إبْراهِيمُ: (﴿أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى﴾ [البقرة: ٢٦٠]) .

    التحرير والتنوير

    ﴿فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾ ﴿عَلى الكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾

    وأشارَ الزَّمَخْشَرِيُّ إلى أنَّ فائِدَةَ هَذا التَّأْكِيدِ ما يُشْعِرُ بِهِ لَفْظُ (غَيْرَ) مِنَ المُغايَرَةِ فَيَكُونُ تَعْرِيضًا بِأنَّ لَهُ حالَةً أُخْرى، وهي اليُسْرُ، أيْ: عَلى المُؤْمِنِينَ، لِيَجْمَعَ بَيْنَ وعِيدِ الكافِرِينَ وإغاظَتِهِمْ، وبِشارَةِ المُؤْمِنِينَ.

    ابن عاشور رحمه الله

    قال تعالى:

    ﴿المُلْكُ يَومَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وكانَ يَوْمًا عَلى الكافِرِينَ عَسِيرًا﴾ .

    ووُصِفَ اليَوْمُ بِعَسِيرٍ بِاعْتِبارِ ما فِيهِ مِن أُمُورٍ عَسِيرَةٍ عَلى المُشْرِكِينَ.

    وتَقْدِيمُ (عَلى الكافِرِينَ) لِلْحَصْرِ. وهو قَصْرٌ إضافِيٌّ، أيْ: دُونَ المُؤْمِنِينَ.

    تفسير التحرير

    تأمل هذا البيان وهذه الفصاحة والدقة .....

    ﴿كهيعص﴾

    ((حُرُوفُ هِجاءٍ مَرْسُومَةٌ بِمُسَمَّياتِها ومَقْرُوءَةٌ بِأسْمائِها فَكَأنَّها كُتِبَتْ لِمَن يَتَهَجّاها))....ابن عاشور رحمه الله

    ................

    مسمى الحرف مثلا لحرف الكاف (گ) واسمه ( كاف )...فتأمل روعة التعريف وإيجازه وبراعة صوغه .

    سبحان الله كنت أظن الآية تذم و تخبر عن عقابهم!!!

    ﴿وقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أسْباطًا أُمَمًا﴾الأعراف

    عُطِفَ عَلى قَوْلِهِ ﴿ومِن قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ﴾ [الأعراف: ١٥٩] إلَخْ، فَإنَّ ذَلِكَ التَّقْطِيعَ وقَعَ في الأُمَّةِ الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالحَقِّ.

    والتَّقْطِيعُ شِدَّةٌ في القَطْعِ وهو التَّفْرِيقُ، والمُرادُ بِهِ التَّقْسِيمُ، ولَيْسَ المُرادُ بِهَذا الخَبَرِ الذَّمَّ، ولا بِالتَّقْطِيعِ العِقابَ. لِأنَّ ذَلِكَ التَّقْطِيعَ مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ، وهو مِن مَحاسِنِ سِياسَةِ الشَّرِيعَةِ المُوسَوِيَّةِ، ومِن مُقَدِّماتِ نِظامِ الجَماعَةِ كَما فَصَّلَهُ السِّفْرُ الرّابِعُ، وهو سِفْرُ عَدَدِ بَنِي إسْرائِيلَ وتَقْسِيمِهِمْ، وهو نَظِيرُ ما فَعَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطّابِ مِن تَدْوِينِ الدِّيوانِ، وهم كانُوا مُنْتَسِبِينَ إلى أسْباطِ إسْحاقَ.

    ....................

    التحرير والتنوير

    راقت فاحتفظت بها زمنا فلم يكن ثمة مناسبة لنشرها أعجبتني كثيرا :

    ((‏ثمّة حُزن يرتدي رِداءَ العِزّة والنُبل ،، يسكنك بصمت ،، ويُرافِقك بهدوء ،، لا يرضَى على نفسه البَوْح ،، ويأبَى إلا أن يَنزَوِي في زاوية نائية في القلب بعيدًا عن الأضواء والضوضاء ،، هذا النوع من الأحزان يُنضِجك ببُطء ،، ويجعلك ترى حقيقة الأشياء كما هي .. ))...عن أحد المدونين الإعزاء على تمبلر ...صاحب هذه السطور ذو موهبة فذة

    الفرق بين الأديب وغيره أنه لا يحتاج لأن يخوض حربا ويعيش كروبها ليدرك نعمة السلام ويتذوق هناءه ومن ثَمَّ يرسل قلمه ليرسم هذه الصور البديعة التي تُمكن هذا المعنى الظاهر الخفي من قلوب السامعين ..وكم أبدع شوقي في هذا البيت ( جاذبتني ثوبي العصي وقالت ...أنتم الناس أيها الشعراء ) ...لأن أهل الأدب أهل الإحساس المرهف والذوق السليم والفهم الرشيد فيدعون إلى الخير عن طريق الجمال فالجمال حليتهم وغايتهم ما وافق الحق .

    سبحانك يا سلام!!

    لقد بسطت على الأرض المحروبة جناحك الرفيق المشْبِل، فإذا الدار

    أمان والفزع اطمئنان والقلوب مؤتلفة والشمل جميع!

    هذه ساحة الحرب أصبحت مرعىً للقطيع الراتع؛ وهذه آلة الموت غَدتِ كنَّا للحَمل الوادع؛ وهذا الوعْل النطَّاح في أمسه لا يدري ماذا يصنع بقرنيه في يومه؛ وهذا الكلب الحارس نسى اللص والذئب فاستغرق في نومه؛ وهذه الأسرة الجميلة تنعم بعيشها الغرير تحت سماء الأمن، فلا هَمٌّ على والد ولا حزن على ولد!

    تباركت يا سلام!!

    لقد مددت على الدنيا المكروبة ظلك الرخِيَّ الوارف، فإذا الزرع جميم والخير عميم والحال متسقة والدهر مطيع!

    هذه الغنم ترعى أثيث العشب هانئة فلا قنابِلُ ولا نيران؛ وهذه الطير تسبح في صفاء الجو هادئة فلا صواعق ولا دخان؛ وهذه السفينة تمخر في عباب البحر مطمئنة فلا طرابيدُ ولا قرصان؛ وهذه الطبيعة تغرق في فيض النعيم ووضاءة الفردوس مسترخية فلا خصام ولا عدوان!

    حنانيك يا فاطر السموات والأرض!

    مجلس الأمن ...وانقلب السحر على الساحر وتبين لهم اليوم كم هم قاصرون وعابثون وإلى حاجتهم الملحة إلى قوة المنطق لا منطق القوة في تنظيم هذا المجلس الذي لطالما اُرْتُكِبَت باسمه وتحت رايته المظالم باسم العدل والحرية والديمقراطية والسلم ، وذكرت وأنا أتابع الجلسة هذه السطور الرائعة لسيد رحمه الله :

    وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟

    لو أردت مخاطبة النصارى بخطاب عام عن خلق الوفاء والإخلاص وضرورة الشكر للمنعم لكان من البراعة أن تستهل حديثك عن خلق الوفاء والإخلاص في حيوان محبوب لديهم جدا وهم أعلم الناس بهذه الصفات فيه ألا وهو الكلب ، حتى أننا نراهم اليوم يخرجون أفلاما سينيمائية مضمونها هذا الوفاء العجيب الذي ركزه الله تعالى في هذا الحيوان ...ومن أقوى الأفلام التي شاهدتها فيلم ( هاتشي ..حكاية كلب ) ..

    كل هذه الأفكار راودتني أثناء بحثي وتأملي ومحاولة الجواب على السؤال التالي ...ما علاقة القسم بالمقسم به في قوله تعالى { وَٱلۡعَـٰدِیَـٰتِ ضَبۡحࣰا (١) فَٱلۡمُورِیَـٰتِ قَدۡحࣰا (٢) فَٱلۡمُغِیرَ ٰ⁠تِ صُبۡحࣰا (٣) فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا (٤) فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا (٥) إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودࣱ (٦) }

    [سُورَةُ العَادِيَاتِ: ١-٦]

    ثم تبينت لي المناسبة بكل وضوح عندما حاولت أن أرجع إلى البيئة العربية وأفهم علاقة العرب بالخيل ومعروف أن الجواد العربي الأصيل فخر الفارس العربي وأنهم في أشعارهم وحياتهم وثقافتهم وعاداتهم للخيل مكانة رفيعة الشأن .

    ومعنى ( الكنود في الآية الكفور الجحود للنعمة ) ..

    وهذا كلام لمدرب خيول خليجي يوضح شيئا مما رميت إليه ..

    الخيل.. مخلوقات نبيل لا تعرف الخيانة

    «الخيل تسري عن المهموم وتشفي من الضيق، ولها شطحات من الخيال وتفكر بعمق ويخال الإنسان أحياناً أنها تغني عندما يسمعها تصهل، ولها شجون وتتعلق بصاحبها المحب لها وتشتاق وتعشق، وعشق الخيل صادق وعميق، والخيل مخلصة ودود إن أطعمتها وأحببتها تسمع لها همهمات وكأنها تشدو بأغان لا يمكن لمعظم الناس أن يفهمها سوى مدربها، وإذا ما أطلقتها تراها تتهادى وراءك بقوامها الممشوق الساحر وعينيها المليئتين بالحنان والدفء وتصبح كظلك».

    ما زلت أرميهم بثغرة نحره،،،،و لبانه حتى تسربل بالدم ،،،،،فازور من وقع القنا بلبانه ،،،،،و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم ،،،،،لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ،،،،و لكان لو علم الكلام مكلمي ( عنترة )

    ولاشك أن أظهر مظاهر الوفاء عند القتال ومواجهة العدو فتجد الخيل تقتحم بصاحبها كل مخوف وعر .

    وفي تفسير قوله تعالى لكنود أبدع رحمه الله تعالى ابن عاشور حيث قال: وجُمْلَةُ ﴿إنَّ الإنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ جَوابُ القَسَمِ.

    والكَنُودُ: وصْفٌ مِن أمْثِلَةِ المُبالَغَةِ مِن كَنَدَ، ولُغاتُ العَرَبِ مُخْتَلِفَةٌ في مَعْناهُ، فَهو في لُغَةِ مُضَرَ ورَبِيعَةَ: الكَفُورُ بِالنِّعْمَةِ، وبِلُغَةِ كِنانَةَ: البَخِيلُ، وفي لُغَةِ كِنْدَةَ وحَضْرَمَوْتَ: العاصِي، والمَعْنى: الشَّدِيدُ الكُفْرانِ لِلَّهِ.

    والتَّعْرِيفُ في الإنْسانِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ وهو يُفِيدُ الِاسْتِغْراقَ غالِبًا، أيْ أنَّ فِي طَبْعِ الإنْسانِ الكُنُودَ لِرَبِّهِ، أيْ: كُفْرانَ نِعْمَتِهِ، وهَذا عارِضٌ يَعْرِضُ لِكُلِّ إنْسانٍ عَلى تَفاوُتٍ فِيهِ ولا يَسْلَمُ مِنهُ إلّا الأنْبِياءُ، وكُمَّلُ أهْلِ الصَّلاحِ؛ لِأنَّهُ عارِضٌ يَنْشَأُ عَنْ إيثارِ المَرْءِ نَفْسَهُ، وهو أمْرٌ في الجِبِلَّةِ لا تَدْفَعُهُ إلّا المُراقَبَةُ النَّفْسِيَّةُ وتَذَكُّرُ حَقِّ غَيْرِهِ. وبِذَلِكَ قَدْ يَذْهَلُ أوْ يَنْسى حَقَّ اللَّهِ، والإنْسانُ يُحِسُّ بِذَلِكَ مِن نَفْسِهِ في خَطَراتِهِ، ويَتَوانى أوْ يَغْفُلُ عَنْ مُقاوَمَتِهِ؛ لِأنَّهُ يَشْتَغِلُ بِإرْضاءِ داعِيَةِ نَفْسِهِ، والأنْفُسُ مُتَفاوِتَةٌ في تَمَكُّنِ هَذا الخُلُقِ مِنها، والعَزائِمُ مُتَفاوِتَةٌ في اسْتِطاعَةِ مُغالَبَتِهِ.

    وهَذا ما أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنَّهُ عَلى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾ ﴿وإنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ فَلِذَلِكَ كانَ الِاسْتِغْراقُ عُرْفِيًّا أوْ عامًّا مَخْصُوصًا، فالإنْسانُ لا يَخْلُو مِن أحْوالٍ مَآلُها إلى كُفْرانِ النِّعْمَةِ، بِالقَوْلِ والقَصْدِ، أوْ بِالفِعْلِ والغَفْلَةِ، فالإشْراكُ كُنُودٌ، والعِصْيانُ كُنُودٌ، وقِلَّةُ مُلاحَظَةِ صَرْفِ النِّعْمَةِ فِيما أُعْطِيَتْ لِأجْلِهِ كُنُودٌ، وهو مُتَفاوِتٌ، فَهَذا خُلُقٌ مُتَأصِّلٌ في الإنْسانِ، فَلِذَلِكَ أيْقَظَ اللَّهُ لَهُ النّاسَ لِيَرِيضُوا أنْفُسَهم عَلى أمانَةِ هَذا الخُلُقِ مِن نُفُوسِهِمْ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] الآيَةَ. وقَوْلِهِ: ﴿خُلِقَ الإنْسانُ مِن عَجَلٍ﴾ [الأنبياء: ٣٧] وقَوْلِهِ: ﴿إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ [العلق: ٦] ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ [العلق: ٧] وقَدْ تَقَدَّمَتْ قَرِيبًا.

    صباحكم عبق عطر بذكر الله تعالى القائل في كتابه ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) ، يقول أهل العلم أن واو العطف هنا للمغايرة فما تدعون في الجنة عطاء غير عطاء ما تشتهي أنفسكم ، وتدعون هنا بمعنى ما تتمنون ، ادَّعى الرجل أي تمنى ...فأنت في دار النعيم بين ما تشتهي نفسك وما تتمنى ...ذكر الآخرة والجنة يبدو للمتأمل كأنه أساس من أسس خلق الروح والنفس البشرية تماما كهذا الإحكام والإبداع والحكمة في خلق هذا الكون ...أبدا لن تحظى بالسعادة إلا إذا انسجمت تماما مع هذا التدبير الإلاهي المحكم في عالم الروح والمادة ...اليقين في الله وأنه الحق المبين يجعلك تطرب وتسعد وتبتهج بوعود الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة بل ويفعم قلبك بالشوق إلى تلك الدار التي كلها هناء وسعادة وسلام ، ومما يلفت النظر قوله تعالى بعد ذكر الجنة ومساكنها الطيبة قوله جل في علاه ( ورضوان من الله أكبر ) قال أهل العلم وهذا دليل على أن اللذة الروحية أعظم من اللذة الحسية المادية ...فيارب السعيدُ من أسعدتَ والمحروم من حرمتَ فأكرمنا مولانا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا فضلا منك وإحسانا .