قال تعالى:
﴿إنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْناقُهم لَها خاضِعِينَ﴾ .
ولَيْسَ المُرادُ آياتِ القُرْآنِ وذَلِكَ أنَّهم لَمْ يَقْتَنِعُوا بِآياتِ القُرْآنِ.
وجَعْلُ تَنْزِيلِ الآيَةِ مِنَ السَّماءِ حِينَئِذٍ أوْضَحُ وأشَدُّ تَخْوِيفًا لِقِلَّةِ العَهْدِ بِأمْثالِها ولِتَوَقُّعِ كُلِّ مَن تَحْتَ السَّماءِ أنْ تُصِيبَهُ. فَإنْ قُلْتَ: لِماذا لَمْ يُرِهِمْ آيَةً كَما أُرِيَ بَنُو إسْرائِيلَ نَتْقَ الجَبَلِ فَوْقَهم كَأنَّهُ ظُلَّةٌ ؟ قُلْتُ: كانَ بَنُو إسْرائِيلَ مُؤْمِنِينَ بِمُوسى وما جاءَ بِهِ فَلَمْ يَكُنْ إظْهارُ الآياتِ لَهم لِإلْجائِهِمْ عَلى الإيمانِ، ولَكِنَّهُ كانَ لِزِيادَةِ تَثْبِيتِهِمْ كَما قالَ إبْراهِيمُ: (﴿أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى﴾ [البقرة: ٢٦٠]) .
التحرير والتنوير
